يوم الأحد، الموافق ٩ حزيران، في عيد مار أفرام السرياني وذكرى رسامة شارل دي فوكو الكهنوتيَّة، سَيَّم غبطة البطريرك فؤاد طوال كاهنَين جديدَين لبطريركية القدس للاّتين، وكلاهما مِن اكليريكيَّة “أمّ الفادي” في الجليل: كارلوس سبايّوس مِدينا، من بوليڤيا، وكريستيان داڤيد كارّينيو إنستروسا، من كولومبيا. قام الكاهنان الجديدان سابقًا بخدمة الشمَّاسيَّة في كل من رعيتَيّ اللاتين في السماكيّة (الأردنّ) وبيرزيت (فلسطين) على التوالي، ومنذ وقتٍ قليل تمَّ تعيينهما نوّابًا لكهنة رعيتَيّ الصويفية (عمّان) والفحيص (الأردنّ).
شارك في احتفال الرسامة، الذي أُقيمَ في المركز الدولي “بيت الجليل”، عدَّة أساقفة: المونسنيور الياس شقّور، أسقف الجليل للروم الملكيين الكاثوليك؛ المونسنيور يوسف جول زريعي، أسقف الروم الكاثوليك للقدس؛ المونسنيور أغناطيوس بطرس عبد الأحد، بطريرك السريان الكاثوليك الفخري.
عمَّ الاحتفال الليتورجي، الذي احتُفِلَ به باللغة العربية، جوٌّ مليءٌ بالفرح والامتِنان للربّ. في بداية الاحتفال قدَّم مدير الاكليريكيَّة، الأب فرانشسكو ڤولتاجو، الجماعة المحتفلة. هذا وقد حضر الاحتفال، عدا عن مُنشِّئي الاكليريكيَّة، كل من الأب رينو روسّي ومعه فريق الكارزين المسؤول عن طريق الموعوظين الجديد في الأرض المقدسة، وكذلك إشبينَيّ الكاهنين، الأب لويس حزبون والأب ڤيتو ڤَاكَّا، كما أيضًا مدير اكليريكيّة بيت جالا الأب أديب زعمط، وقد رافقه بعض الاكليريكيين، وكذلك الأب جورج أيّوب، الأمين العامّ للبطريركيَّة اللاتينيَّة. أضف إلى ذلك العديد من كهنة رعايا الأرض المقدَّسة للاّتين والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس، ومجموعة من المكرسين والمكرسات وأعضاء من مُختلَف الحركات الكنسية. حضر الاحتفال أيضًا بعض رجال السلطة المدنية وما يقارب خمسمائة شخص من مؤمني الأرض المقدسة. وشارك أيضًا في الاحتفال بعض أفراد عائلِتَي الكاهنين وبعض الإخوة الذين أتَوا من بلادهم ليمثّلوا باقي إخوة جماعات طريق الموعوظين الجديد في بلادهم حيث وُلِدَت دعوتُهم.
هذان الكاهنان، وقد انخرطا في بطريركية القدس للاّتين، هما كاهنان أبرشيّان، لكونِهما في خدمة الكنيسة المَحليَّة. وهما في الوقت ذاته مرسلان ، لأنَّهُما مُستعِدَّين لأَن يرسلهما البطريرك إلى الكنائس المُحتاجة في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. لقد أراد المونسنيور فؤاد طوال إقامة اكليريكية كهذه لكي تقدِّم الكنيسة الأم، كنيسة أورشليم، مساهمتها الثمينة للنشاط الإرسالي الجامع الذي تقوم به الكنيسة.
بيَّن غبطة البطريرك، في عظته، صِفات الكاهن الجوهرية:
هو خادم كلمة الله، ولذلك يقع عليه، كمعاون للأسقف، واجب إعلان إنجيل الله لجميع الناس.
هو أيضًا خادم أسرار الخلاص والعبادة الإلهية والصلاة؛ وراعي شعب الله وحارسٌ للمحبة والوحدة بحسن الرعاية. وأضاف قائلاً: “إنَّ وجود طلاّب الكهنوت القادِمين من كل بقاع الأرض إلى الجليل والأرض المقدسة، يعطينا البُعد العالمي لكنيستنا، إذ أن محبتنا لا تعرف الحدود. يكفي ان نتذكر عدد إكليريكيات “أم الفادي” (Redemptoris Mater)، لكي نعيش هذا البعد العالمي”.
وفي النهاية، وجَّه التهنئة التالية: “أُهنِّئ وأشكر جمعية الموعوظين التي تهدي للأرض المقدسة أول كاهنين سيعملان في كنيسة أورشليم. من أورشليم انطلقت البشارة الأولى، وهنا في الجليل كان اللقاء الأول بين المعلم والرسل. ومن هنا، بعد اللقاء مع القائم من الموت، انطلق الرسل إلى العالم أجمع. ومن هنا، اليوم، ينطلق للرسالة إخوتنا الكهنة الأب كريستيان والأب كارلوس. فإلى الأمام، بكل إيمان وحماسة، واعلموا أنكم لستم وحدكم في الميدان، فكل أورشليم القدس بكهنتها وراهباتِها معكم في الصلاة، وكل إكليريكيات الموعوظين، في العالم كله معكم بالصلاة”.
تَلَتْ الاحتفال وليمة (أغابي) أخويّة شارك في تحضيرها إخوة قرى ومدن الجليل المختلفة، وَسطَ أغاني عربيَّة وأغاني من جنوب أمريكا.
(تسلمنا النص والصور من إكليريكيَّة أُمّ الفادي)
:Video