الجليل – مُنِحَت رتبة القارئ لخمسة من طلاب “أم الفادي” الإكليريكي في الجليل ورتبة الشدياق لأربعة اكليريكيين اخرين على يد سيادة المطران بييرباتيستا بيتسابالا في ذكرى القديس أفرام السرياني في ٩ حزيران ٢٠٢٠ في كنيسة بيت الجليل.
هكذا شجّع المدبر الرسولي المتقدمين الجدد في الرتب الصغرى: “اقرأوا كلمة الرب، ودعوها تعمل بكم دائما، لكي تكونوا مبشرين لها. الافخارستيا هي ليست الخبز و المذبح فقط، وإنما هي بذل الذات: وفي درب الرب تعلّموا أن تهبوا حياتكم حتى النهاية”.
“هاك الكتاب المقدس وانقل كلمة الله بأمانة حتى تنبت وتزهر ثمارها في قلوب المؤمنين”. “استلِم صينية الخبز وكأس الخمر للاحتفال بسر الافخارستيا ولتكن حياتك تستحق الخدمة على مذبح الرب والكنيسة “. بهذه الصلوات ورتبة تسليم الكتاب المقدس للقراء، وتسليم الصينية والكأس للمتقدمين لرتبة الشدياق، التي أظهرت معنى رتبة القارئ و الشدياق اي خدمة كلمة الله والافخارستيا.
جاء الطلاب من ٧ دول مختلفة، وجميع هذه الدعوات ولدت في طريق الموعوظين الجدد. فما زالوا مستمرين في تنشئتهم اللاهوتية والبشرية في الاكليريكية بخبرة الإيمان التي تنضج في جماعات طريق الموعوظين، في بعض رعايا الجليل.
الاكليريكون المتقدمون لرتبة القارئ هم: روبين كابريرا روزيك (إسبانيا) ، إيجينو سيستيلي (إيطاليا ، جوليانوفا) ، صاموئيل كوستانسو (إيطاليا ، روما) ، ماوريسيو ألبرتو دي لا كروز ناتيرا (كولومبيا) ، كاسبر باوي يورتشيك (بولندا ، عائلة مرسلة في كازاخستان) . اما الاكليريكين الذين تقدموا لرتبة الشدياق هم: خوان خوسيه فرنانديز أوربي (إكوادور) ورومان سافلوك (أوكرانيا) وباولو سيبيتش (إيطاليا، روما) ؛ صاموئيل توبار مايدا (سلفادور).
يُقدم القراء والشدايقة خدمتين أساسيتين في حياة الكنيسة: القراء، هم من يعلنون كلمة الله، ومن يشرح رتبة القارئ، مما يجعلهم يقدمون خدمة رسمية واساسية في الإيمان وهي كلمة الله بجذورها الأصلية في الحياة المسيحية. ومن ناحية أخرى، الشدايقة يُعهد لهم مساعدة الكهنة والشمامسة في أداء خدمتهم في سر الإفخارستيا، وهي قمة ومصدر حياة الكنيسة.
بدأ المدبر الرسولي عظته بهذه الكلمات: “الله قادر على فعل كل شيء، ولكنه لا يفعل ذلك بدوننا، فهو بحاجة الى موافقتنا التي نقدمها بشكل حر” مسلطًا الضوء على هذه المرحلة في حياة هؤلاء المتقدمين لهذه الرتب، فبحريتهم سيتحقق عمل الله في حياة كل واحد منهم بشكل تدريجي. في بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء، انتظر الرب كلمة نعم، قال سيادة المطران مشيرا الى القراءة الأولى في الليتورجيا إن ارملة كريت حدث معها الامر ذاته وبالرغم من فقرها والمجاعة، رحّبت بالنبي إيليا جاعلة إياه بأن يلتقي بالرب.
“هكذا دائما” توجه المطران بيتسابالا الى المتقدمين قائلا: “انكم في الطريق، فما زال عليكم أن تسلكوا طرقًا طويلة. لا احد يعلم ماذا سيفعل الرب معكم، ولكننا ندرك بأن الله بحاجة الى الموافقة التي تبدونها هنا، امام الكنيسة، فهذه الاستعدادية يجب ان تتحول الى حياة ملموسة وواقعية، وعندما تصبحون مشابهين لتلك الارملة التي لم تكن تملك شيئا، وعندها فقط ستكون مشاركتكم حرة مع الله، وبموافقتكم له بكلمة نعم، سيستطيع ان يعمل بكم، وكلما افرغتم ذواتكم اكثر هذا سيسهل عمله.
دعوة رئيس الأساقفة، الى القراء وخدام المذبح الجدد، هي النمو بالشهادة: هذه مراحل صغرى، ولكنها ذات معنى. فالكنيسة في حكمتها تؤكد على ان هذه العناصر هي أساسية لاي كاهن، فالكلمة والافخارستيا، هما غذاء تدريجي في الحياة. سنحتفل في عيد جسد ودم المسيح. ان الكلمة التي يجب ان تعلنوها ستكون واقعية، ويجب ان تحيونها بشكل واقعي.
علق سيادته على انجيل القديس متى: “انتم ملح الأرض ونور العالم” الاسقف يعي بأن هنالك إشكالية وأزمة ايمان. ففي الوقت الحاضر في زمن العلمنة هنالك انفصال بين ما نتكلم به وبين ما نعيشه، وبين الوعظ والحياة المعاشة. ان تكون نور يعني بان نكون هؤلاء الأشخاص الذين يساهمون في الرؤية.
كل شيء يبدأ بخبرة يسوع المسيح، ان كنا نملك النور في داخلنا، بواسطته سنصبح النور. واذا لدينا الملح الذي يعطي المذاق لحياتنا سنكون الملح في حياة العالم. استمر المدبر الرسولي مؤكدًا: من هنا ادعو الشباب بان يتساءلوا فعلا ما القصد بإعطاء المذاق في الواقع لهذا الجيل.
كلمة الله بحاجة الى شُهود ومبشرين، تحضروا في مضغها وتكرارها، انتم في طريق الموعوظين، لديكم هذه الالفة، انتبهوا بالا تصبح الكلمة ابدا كشيء عادي. عندما تتحداك كلمة الله وهنالك مقاطع تريد فهمها هذا يدل على انها تعمل بك، وعندما ينتهي هذا الامر يجب علينا ان نبدأ بالقلق على ذاتنا.
أضاف سيادته: كونوا قريبين من الكاهن الذي يخدم المذبح فهذه ليست مرحلة “بيروقراطية”: فالافخارستيا هي تضحية وبذل الحياة، هي طريق المسيحي في الحب. ببساطة الرسامة الكهنوتية لا تتعلم فيها الموت، فكل يوم هو مدرسة التي يجب علينا ان نتواجد بها يوما بعد يوم.
ختم المطران مهنئا: “هذه المرحلة البينة في حياتكم تجعلكم تقطعون بها شوطا للالتقاء بالرب”