يوم الخميس الماضي الموافق 26 تشرين الأول، تمّت رسامة طالبَي الكهنوت سليمان حيفاوي وخافيير مارتينيس شدايقة، وطالب الكهنوت ماتيو الفاريز سِيرْنا قارئًا، وذلك في كنيسة الرُّسُل الاثني عشر الموجودة في بيت الجليل (كورَزيم) حيث ترّأس احتفال الافخارستيا الأب حنا كلداني، النائب البطريركي الجديد في اسرائيل، الذي منحهم هذه الرتبة.
لأول مرة يقوم النائب البطريركي، الأب حنا كلداني، بمنح ثلاثة من طلاب اللاهوت في معهد أم الفادي في الجليل رتبة القارئ والشدياق. سينخرط هؤلاء المرسومين في خدمة بطريركية القدس للاّتين، وهم سليمان المولود في يافا، خافيير اسبانيّ الأصل، وماتيو من أصل كولومبي. وقد حصلوا على استقبال حميم من الجماعة المحتفلة والمُنَشِّئِين مع الإخوة والأخوات المرسلين.
قبل بدء الاحتفال، قام رئيس المعهد، الأب فرانشِسكو خوسوي فولتاجو، بتهنئة الأب حنا بمَنصِبِه الجديد كنائب بطريركي، مؤكِّدًا له الدَّعم والقُرب في الصلاة، وأشار بعد ذلك إلى غنى ثمار طريق الموعوظين، مُذَكِّرًا بأمانة كثير من العائلات للرسالة البابويّة الحياة البشرية وكثرة الأبناء الذين اعطاهم إيّاهم الله وبالدعوات التي نشأت بفضل ذلك.
أشار النائب البطريركي، الذي عبّر عن فرحته برئاسة هذه الرتبة، إلى أهميّة الطريق في الكنيسة الكاثوليكية وشكر رئيس الإكليريكيَّة والعائلات والمُنشِّئين. وفي العظة لإنجيل ذلك اليوم (لو 12، 49-53)، أبرز النائب أهمية الطريق الطويل المدعو له كل مسيحي للوصول إلى الغاية التي هي الفردوس. وركَّزَ المُترَئّس، من خلال تأوين كلمات النبي إرميا “قبل أن أصورك في البطن عرفتك”، على الدعوة التي تلقاها الطلاب الثلاثة في المعمودية، ونعمة النمو في عائلة مسيحية ونعمة المنشئين. وأكَّد الأب حنا بأنه “بدون الاستماع الى كلمة الله والمواظبة على سرّ الافخارستيا لا يمكن السير في أي طريق لأنه فقط يسوع المسيح يمكنه ان يظهر الطريق للسير، يبين الهدف ويعطي القوة اللازمة لتحقيق هذا”. ثم قال النائب أن استعداد طلاب الكهنوت وكذلك كل مسيحي ليست أمرًا نظريًّا، بل يجب أن يُمتَحَن كما حدث مع الشاب الغني الذي، بالرغم من معرفته وممارسته الوصايا العشر، لمَّا وجد نفسه أمام التحدّي الذي وضعه يسوع أمامه واختيار الالتزام الحقيقي للدعوة ،أي بيع الخيرات تَرْك العواطف واتّباعهِ، قاوَمَ ورفض الدعوة. كان هدف يسوع أن يوضّح له، ولنا جميعًا، بأن الاستعداد لاتّباع الله في كل الأحوال يجب أن يكون كاملا. وواصل الأب حنا قائلا للطلاب الثلاثة “طُلب منكم بأن تُحِبّوا وتوافقوا الربَّ بشكل كامل وهذا بمساعدة النعمة الالهية يدًا بيد مع الرب. أنتم لستُم بأبطال كما لم يكن بطرس وجميع الرسل أبطالاً، كانوا ضعفاء ولكن يسوع المسيح جعلهم أقوياء”. وهكذا تتحقق كلمة القديس بولس: “أرغب الخير ولكني أفعل الشرّ”. ويسوع يجيب على هذا التصريح: “تكفيك نعمتي”. هو القوي، القدوس، الصالح. لهذا يمكنك ان تكون قارِئًا وشدياقًا لهؤلاء الاخوة”.
وأخيرًا، ذكر النائب زيارة الكاردينال ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، للإكليريكيَّة يوم 18 تشرين الاول 2017، التي تزامنت مع الذكرى المئوية للدائرة التي يترأسها. تكلم الكاردينال، كما ذكر الأب حنا، عن الشهادة والاستشهاد، كما عن الغيرة في تحقيق الدعوة حيثما يرسلنا الرب، وكيف أنَّ تَجَسُّد يسوع المسيح له تاريخ وجغرافيا، له زمان ومكان لتحقيقه؛ والأمر صحيح بالنسبة لكل شخص منا. اليوم يدعوك الرب إلى الشرق، ومن يعلم غدًا إلى أين؟ ولكنه يدعوك اليوم لتعطي جوابًا! لقد أحبّ يسوع شعبه وافتداه كخادم. الخدمة التي هي مهمّة ورسالة دُعينا لها جميعًا. وخصوصًا الطلاب الثلاثة لكنيسة القدس. قال يسوع: “هاءنذا! ” وكذلك العذراء مريم: “هاءنذا أمةُ الربّ!”. ليكن هذا جوابنا نحنُ أيضًا بمعونة الرب.
بناءً على طلب النائب الذي ترأس الاحتفال بهذه الرتبة، أجاب الطلاب المتقدمون بإقتناعٍ “هاءنذا”، مواصلين مسيرتهم نحو الكهنوت. ثم استمر الاحتفال بمشاركة حيّة من الحاضرين في جو احتفاليّ. وبعد انتهاء الاحتفال شارك المحتفلون في وليمة طعام قام بإعدادها الإخوة الحاضرين.
أوغوسطا فيوري