الجليل – ترأس الأب حنا كلداني، النائب البطريركي للاتين في الناصرة، الأربعاء ٢ حزيران ٢٠٢١، الاحتفال بمناسبة منح رتبة قارئين جديدين، وأربعة شدايقة ورتبة ارتداء الثوب الإكليريكي لسبعة طلاب من معهد أم الفادي الإكليريكي في بيت الجليل على جبل التطويبات.
وقد حضر الاحتفال كهنة البطريركية اللاتينية في الأراضي المقدسة الذين يخدمون في رعاياهم، والعديد من الإخوة والأخوات في جماعات طريق الموعوظين، الذين جاءوا من رعايا الروم الكاثوليك في الجليل، فضلًا عن معلمي الإكليريكية والعائلات المرسلة والطلاب الإكليريكيين في بيت الجليل.
مُنح الإكليريكيّان جاكومو داينوتي وباولو فيليسيتي من إيطاليا رتبة القارئ، والطلاب الإكليريكيون ماوريتسيو ألبرتو دي لا كروز ناتيرا من أصل كولومبي، وصامويل كوستانزو وإيجينو سيستيلي من إيطاليا، وروبين كابريرا روسيك من إسبانيا رتبة الشدياق. أما الإكليريكي دانيال بيريز ميرونو من إسبانيا، فقد مُنح رتبة الثوب الإكليريكي.
رحّب الأب حنا كلداني بداية بعائلات الطلاب الإكليريكيين الذين تابعوا الاحتفال عبر الإنترنت، بسبب القيود السارية وصعوبة السفر إلى الأرض المقدسة: “بداية وقبل كل شيء، أود أن أعبر عن امتناني العميق لأقرباء هؤلاء الشباب وعائلاتهم، الذين قاموا بتربيتهم ونقل الإيمان المسيحي لهم، وتقديمهم إلى الكنيسة الأم في أورشليم”.
وقال الأب حنا كلداني مشجعًا الشبان السبعة الذين حصلوا على رتبة إعلان الكلمة، وخدمة المذبح، والإكليريكي: “هذه الرتب التي منحت لكم اليوم هي خطوات تتخذونها وستبقى معكم إلى الأبد. لستم وحدكم في مسار التكوين هذا؛ لأنكم كتلميذي عمواس في وسط هذه المغامرة التي يسير بها المسيح الى جانبكم. إنه رفيقكم وصديقكم الحقيقي في هذه الدعوة التي تلقيتموها مثل التلاميذ في بحيرة الجليل هذه التي أمامنا”.
وقد ذكّر المطران كلداني الجميع بمدى أصالة الاستماع إلى كلمة الله وطاعتها: “هناك قول يضرب به المثل غالبًا ونردده بالعربية بشكل عام عندما نرمز إلى طاعة الأطفال، فعندما نرى طفلاً مطيعًا لوالديه نميل بالقول: إن هذا الطفل يستمع لوالديه؛ وبكلمات أخرى نرى طاعة الطفل لوالديه وتنفيذه لكلامهم بحذافيره. ينطبق هذا الأمر على الطاعة التي نظهرها تجاه لله لدى إصغائنا بعناية إلى صوته في الليتورجيا والتصرّف بحسب مشيئته”.
وأضاف الأب حنا متوجّهًا إلى المتقدمين نحو الرتبة الكهنوتية الصغرى قائلًا: “أمام هذا المذبح، سِرنا على الخطوات ذاتها التي تخطونها الآن، ومع ذلك ما زالت ترافقنا حتى يومنا هذا جميع هذه الرتب التي بدأنا بها، لأنها تشكل جزءًا أساسيًا من تكريسنا الكهنوتي ورسالتنا اليوم في الكنيسة. لذلك أيها الإخوة الأعزاء، فإن هذه الخدمات هي خطوات سترافقكم طوال فترة كهنوتكم كي تساعدكم في إتمام رسالتكم على هذه الأرض”.
وأشار النائب البطريركي أيضًا إلى وحدة الروح وشركة الخيرات كما جاء في القراءة الثانية (أع ٢: ٤٢-٤٧)؛ فقال: “إن كسر الخبز والاحتكاك الشديد بتعليم المسيح وهب التلاميذ شركة الوحدة وسلام القلب. لذلك، إن أردتم خدمة شعب الله كقراءٍ، يجب عليكم قراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه. أما أنتم الذين تستجيبون إلى دعوة تغذية شعب الله بالمسيح، أي خبز الحياة، فعليكم أن تخدموا في المذبح بعد أن تغذّت نفوسكم وأجسادكم بجسد المسيح، كي تناولونه إلى من هم في أمس الحاجة إليه”.
وفي ختام عظته، ألقى الأب حنا الضوء على معنى إنجيل الاحتفال (مر ١٢: ١٨-٢٧)، والدعوة الحقيقية لأولئك الذين يقرّرون السّير في طريق تكريس خدمتهم للرب، “يظهر الإنجيل تكريسنا على أنه علامة حاضرة لملكوت الله أمام أعين هذا الجيل؛ لذلك فإن خدمة الرب تُظهِر فضيلة نعمته، إذ نكون كملائكة السماء بحسب كلمات الإنجيل. وعندما يملأ حضور الله أفعالنا، نحظى بسعادة مماثلة لسعادة الملائكة. فإن أردت المزاح فستتمكن من ذلك بطريقة ملائكية، حتى لو كنت غاضبًا أو مستاءً من حياتك الجماعية. وباختصار، يمكنك أن تتصرف بحضور الله في داخلك، وأن تخدم الناس حيث يرسلك الله بنفسه”.
بعد العظة، منح الأب حنا صلاة البركة إلى الإكليريكي دانيال بيريز ميرونو بعد ارتدائه الحلة الاكليريكية السوداء. وفيما بعد، حثّت رتبة القراء من خلال هذا الطقس على “التفكير في الكتب المقدسة وحفظها، وإعلانها لشعب الله والتبشير بالإنجيل في العالم أجمع”، أما الشدايقة الجدد فقد تمت دعوتهم من خلال هذه الرتبة إلى أن يصبحوا: “خدامًا أمناء ومتحمسين للاحتفال بالإفخارستيا على مذبح الرب، الذي أتى من أجل أن يَخدُم لا ليُخدَم”.